مَنْ منا لا يعرف أفلام ديزني والتي تعتبر من أشهر أفلام الكرتون التي يتابعها الكبار والصغار وقد نالت جزءًا كبيرًا من اهتمامهم جعلتهم يتابعونها أولًا بأول وينتظرون جديدها.
وربما تعدى الشغف حدود متابعة ومجاراة الأحداث ليصل إلى بعض التساؤلات عند البعض، من هم أصحاب أصوات الشخصيات الكرتونية؟ وكيف يؤدون العمل بهذا التفاعل والانسجام في الربط بين الصوت والحدث؟ وغيرها الكثير من الأسئلة.
هذه الأصوات كلها أصوات دوبلاجية، ولكن ما الفرق بين المعلق الصوتي والممثل الصوتي. سنتعرف في هذا المقال عن ماهية أصوات الدوبلاج الصوتي وما هو الفرق بينها وبين التعليق الصوتي.
ماذا يُقصد بالتعليق الصوتي:
التعليق الصوتي هو فن من الفنون الكلامية باعتباره ممارسة فعلية من خلال استخدام الصوت للاستعانة به في تقديم أعمال تلفازية أو إذاعية أو إعلانية أو غيرها تمتاز بالاحترافية، وتتعدد أنواعه وأساليبه وفقًا للجهات المنتجة لهذه الأعمال وطبيعة استخدامه.
ماذا يُقصد بالدوبلاج (التمثيل الصوتي):
القدرة على الدمج بين الصوت والصورة المتحركة – ونقصد بالصورة المتحركة المصورة بالفعل- من خلال إضافة الأصوات المسجلة بالتوازي مع الحركات المصنوعة في الفيديو لنحصل في النهاية على عمل مدمج.
لا يقتصر الدوبلاج على نوع معين من صقل الأصوات ويمكننا القول إن أكثر مجالات استخدام الدوبلاج أو ما يعرف بالتمثيل الصوتي في الأفلام والمسلسلات وكذلك الرسوم المتحركة والألعاب، ويشمل ذلك نوعين هما:
الدوبلاج الخاص بالأفلام الحية:
والمقصود بذلك هو استبدال أصوات أشخاص حقيقيين (ممثلين) بأصوات أخرى من خلال الأداء بلهجة تختلف عن لهجة الأفلام الأصلية، والانتباه جيدًا إلى ترجمة الحوار الأصلي مع حركات شفاه الممثلين، بعد ذلك يتم إضافة الأصوات على الصورة ودمجها مع ما يتناسب معها من مؤثرات حتى يشعر المشاهد أنه يشاهد اللغة الأصلية للفيلم.
الدوبلاج الخاص بالرسوم المتحركة:
يتطلب هذا النوع أن يقوم الممثلين بأداء فعلي وتمثيل حي، ليتم صقل الصوت على الرسوم المتحركة الخاصة بالفيلم أو المسلسل، وهنا تبدأ مرحلة التسجيل من نقطة انتهاء الرسم والتحريك، المهم أن تتزامن الحركة مع الصوت بإتقان مدروس.
أهم ما يحتاجه المعلق الصوتي لاحتراف الدوبلاج:
التوقيت: ونعني بذلك مهارة ضبط توقيت الدقيقة، بحيث يزامن أداءه مع الرسوم المتحركة فلا يؤثر على تركيز المشاهد بالتأخير أو التقديم.
الإحساس: من المهم جدًا أن يسيطر على الأداء إحساس بالشخصية يظهر على المشاعر عند الأداء.
دراسة الشخصية: قبل أن يباشر المعلق الصوتي أداءه للدوبلاج، عليه أن يدرس الشخصية بأبعادها النفسية والجسدية من خلال فهم دوره الفني وكذلك إتقان أسلوبه الفني حتى تكون النتيجة مبهرة.
ومع مرور الوقت يزداد انتشار الدوبلاج بشكل كبير، على اختلاف أشكاله كمسلسلات إذاعية أو مسلسلات كرتون أو أعمال درامية تركية أو هندية، والتي لاقت رواجًا كبيرًا من قبل المتابعين والمتخصصين.
وخلف العرض النهائي لجميع أعمال الدوبلاج هناك أسرار كثيرة، تجسد صعوبة الأداء الذي لا يقوم على الهواية فقط بل يحتاج إلى دراسة، ولكي تتقن هذا المجال لابد وأن تجمع بين الهواية والخبرة والعلم.
ما هو الفرق بين خدمة التعليق الصوتي والدوبلاج:
أصبح الآن من السهل علينا متابعة فيلم أجنبي أو وثائقي بعدة لغات، لأننا ببساطة نعيش في عصر الوسائط المتعددة، ربما يكون الموضوع شائكًا بعض الشيء لأن الفرق بين التعليق الصوتي والدوبلاج لا يحتمل الكثير من النقاط والتي سنعرضها في الآتي:
التعليق الصوتي أداء خالي من التجسيد في الأفلام والتلفزيون وربما الراديو، فهو عبارة عن أداء لنص معين يعبر عن فكرة ما، أما الدوبلاج فهو يقوم على استبدال صوت بآخر أو لغة بأخرى، وهذا يعني أن الصوت المسجل سيحل محل صوت المتحدث الأصلي.
يبتعد التعليق الصوتي عن التمثيل في الأداء، لكن في بعض الأحيان يحتاج المعلق التمثيل الصوتي في الأداء في تسجيل الإعلانات التجارية وأعمال التسويق والتجارة، أما الدوبلاج فيحتاج المعلق الصوتي أن يمثل أداء الشخصية الأصلية حتى لا يختل التوازن الكلي للعرض المقدم ولا يشعر المشاهد بالانفصال بين الأداء المعروض والشخصية المسجلة، بالتالي المعلق الصوتي يختار هو التمثيل المناسب للنص بما يراه يتناسب مع الفكرة والأداء، أما في الدوبلاج فتفاصيل الشخصية هي التي تحكم الأداء.
في التعليق الصوتي يمكن التخفيف من العاطفة بعض الشيء، فالتركيز الأكبر يكون على المعلومات المراد إيصالها للمستمع بحيث تكون بسيطة وقادرة على وصف المنتج أو الخدمة بطريقة واضحة وسهلة ويحيطها عنصر الجذب، أما الدوبلاج يعتمد على العاطفة بشكل أساسي حتى يجسد الشخصية المؤدية للدور التمثيلي بشكل صادق ومناسب للفيديو الأصلي، يعني أن يقدم في الدوبلاج مشاعر الشخصية مع الأداء النصي فيظهر في صوته فرح وحزن الشخصية انفعالها وكذلك هدوئها، بحيث لا يجد المستمع أو المشاهد اي فرق في الأداء بين الشخصية الحقيقية والمؤدية.
في فويس اوفر يتم تسجيل الصوت أولًا ثم صناعة المشاهد، ولكن الأمر في الدوبلاج هو العكس تمامًا، بحيث يتم تصوير المشهد أو صناعته بالكامل ومن ثم تسجيله صوتيًا باللغة أو اللهجة المطلوب دبلجة العمل بها.
يحتاج الشخص المؤدي في الدوبلاج أن يكون أمامه شاشة لعرض الأحداث وتفاصيل ما تقدمه الشخصية المدبلجة وذلك من أجل مساعدته على الدخول في حيز الانسجام مع الأداء ومتابعة الأحداث ومزامنتها بالصوت في سبيل تقمص الشخصية بحركاتها وانفعالاتها، أما في التعليق الصوتي فلا يحتاج المعلق شاشة. يقتصر الأمر فقط على أدوات التسجيل الخاصة من ميكروفون وجهاز كمبيوتر وبرنامج التسجيل مع العزل اللازم لنقاء الصوت وتفادي ضجيج المحيط.
لقد أحدث الدوبلاج نقلة ملحوظة في عالم السينما والأفلام، كل ذلك لتصبح الآن تتمتع بالكثير من المزايا التي فتحت المجال للجميع بالمشاهدة على اختلاف لغاتهم ولهجاتهم، الأمر الذي أدى إلى انتشاره بشكل كبير في عالمنا، والذي يستهدف عدة لغات وفئات تجاوز بهذه المزايا الكثير من الصعوبات، وقد وصل انتشاره إلى نقطة أصبح يندرج تحت بند الوظائف المعترف فيها، على الرغم من كون الشخص المؤدي غير مرئي إلا أنه أصبح معروفًا بين الناس ببصمة صوته المميزة.
فقد أصبح الجمهور المتابع يتوقع الشخصية التي ستؤدي الدور في فيلم ما من خلال متابعتهم الأعمال التي تظهر في ساحات دور العرض أو على الإنترنت، كأنهم ينتقون الشخص المناسب للدور المناسب بتوقعاتهم التي نتجت عن خبرة وتأثير جيد من قبل الممثل الصوتي في الجمهور.
كما أن أداء النصوص لبعض الأفلام والرسوم المتحركة من قبل مجموعة من المعلقين المشهورين في حد ذاته ترويج للفيلم أو غيره، لأن الجمهور يرتبط بأشخاص معينة حققت في داخلهم تأثيرًا ملحوظًا الأمر الذي يشجعهم على المتابعة والاستمرار في المشاهدة.
إذ إن الخبرة لها دور كبير في بناء قاعدة جماهيرية مهمة في مجال التمثيل الصوتي والدوبلاج، لأن الدوبلاج هو الدمج بين التمثيل والتعليق الصوتي، كأن المؤدي ينسج بين خيوط التشابه بين التمثيل والتعليق ليُظهر موهبته الصوتية بأداء مدروس للشخصية بكافة تفاصيلها لا تُشعر المستمع أو المشاهد بالانسجام في الأداء والعرض بحيث لا تنفصل الشخصية الحقيقة عن الشخصية المؤدية الأمر الذي يتطلب دراسة للشخصية الحقيقية حتى تقدم الفن بشكله الصادق.